نشرت تحت تصنيف خرابيش

إيه المقابل؟

خدها قاعدة… «محدش بيعمل حاجة ببلاش».

زي ما بقولك كده، كل واحد فينا بيبقى مستني مقابل لأي حاجة بيعملها لأي حد، حتى لو كان الحد ده من أقرب الناس ليك فانت برضه بتبقى مستني مقابل.

هتقولي: «إزاي يا جدع! – لو بعد اللي بتقوله ده ينفع أقول عليك (جدع) أصلًا – يعني لو صاحبي الأنتيم محتاج حاجة وأنا عملتهاله هبقى مستني حاجة في المقابل؟ إيه الكلام الماسخ بتاعك ده!».

طب اهدى عليا بس واسمعنى للآخر عشان تفهم…

المقابل في الحياة العملية

في إطار علاقات الشغل الأمر بيكون محسوم طبعًا ومفيهوش نقاش، أنت بتعمل الشغل ده مش حبًا في المدير ولا في الشركة؛ أنت بتعمله عشان تقبض المرتب اللي هيعيشك؛ وده أوضح مقابل.

لو بتشيل شغل زميل في العمل – متربطكش بيه أي علاقة غير الشغل – فـ ده عشان بتبقى مستني إنه يشيل شغلك أنت كمان وقت ما تتزنق، أو إنك تظهر بمظهر الموظف الكفء قصاد المدير اللي وقتها هيقدر يعتمد عليك في أي حاجة ويكون ليك أولوية الترقية أو زيادة الراتب في أقرب فرصة.

وفي إطار العلاقات العملية أو اللي بنقول عليها Networking فالهدف هنا واضح برضه، أنت بتعمل الحاجة دي للشخص ده عشان هيفيدك بشكل ما مستقبلًا؛ إما هيعرفك على ناس يفيدوك في مجال شغلك، أو إنه هو شخصيًا هيفيدك في مجالك بشكل ما.

ولكن فيه ناس ممكن تعمل كل الكلام اللي قلناه فوق ده مقابل دعوة بظهر الغيب، وممكن تكون أنت منهم برضه؛ يعني بتبقى مستني مقابل، لكنه مقابل عند ربنا عشان هو اللي في إيده يوفقك في حياتك وفي آخرتك، لكنه لا يزال يندرج تحت بند (المقابل).

المقابل في العلاقات الشخصية

نيجي بقى للمنطقة الشائكة وهي منطقة العلاقات الشخصية؛ صديق أو زوج/ة أو حبيب أو حد من أفراد الأسرة. المقابل اللي أنت بتبقى مستنيه هنا مبيكونش مادي أو نفعي على الإطلاق، بيكون مقابل حسي أكتر.

بتعمل الحاجة لصديقك القريب عشان تثبتله إنك ضهر وسند ليه؛ المقابل اللي انت بتكون مستنيه ده بيبان نتيجته في تعاملاته معاك إنه بيعاملك غير أي حد وبيعزك وبيقف جنبك هو كمان، يعني لو ملقتش المقابل ده هتحس إن فيه حاجة غلط وتحاول تصلح الغلط ده… صح؟

لو عندك ابن فانت بتعمل كل حاجة عشان تبسطه وتريحه وتبعد عنه أي ضرر أو أخطار؛ يعني المقابل اللي مستنيه هو إنك تحس بالاطمئنان عليه بإنك تشوفه سعيد وناجح وسليم، ولو ملقتش المقابل ده هتحس إن فيه حاجة غلط وتحاول تصلح الغلط ده… صح؟

ومش هكتر في الأمثلة أكتر من كده عشان أعتقد الفكرة وضحت خلاص.

حط نفسك مكانه

ليه بقى أنا تطرقت أساسًا للموضوع ده؟ مش عشان أقولك إن أنت كائن أناني بتعمل كل حاجة عشان مستني مقابل… لأ؛ لأن دي طبيعة في البني آدم، بيكون عنده دوافع هي اللي بتحركه وهي اللي بنسميها هنا (المقابل).

لكن اتكلمت في الموضوع ده عشان أقولك حط نفسك مكان الشخص اللي انت بتطلب منه الحاجة، واسأل نفسك حسب مدى معرفتك بالشخص ده – سواء كان شخص قريب منك أو تعرفه بس بشكل سطحي – هو هيعمل الحاجة دي عشاني ليه؟ وهل أنا فعلًا هديله المقابل اللي هو محتاجه ده؟

فلوس، علاقات، مساعدة في المقابل، شعور معين، دعوة… أيًا كان المقابل فانت حاول تعرف إيه هو؛ لإن لو حطيت نفسك مكانه هتقدر تعرف هل أنت كائن متطفل على حياة الشخص ده وعبء عليه بطلباتك اللي مش بتنتهي وفي نفس الوقت هو مش مستفيد منك بأي شيء؟ ولَّا أنت فعلًا ليك دور في حياته ولو دور صغير جدًا – أو من بعيد – بس بيحققله المقابل اللي هو مستنيه وبيكون مبسوط بتلبية ندائك ده؟

محدش عايز يضيع وقته مع حد لا يعنيله أي شيء، ولو حاسس إن أنت لا تعني شيء لشخص ما مش بيتأخر على طلباتك يبقى عيد النظر في اعتقادك ده لإنه أكيد بياخد منك مقابل أنت مش حاسس بيه، أو مستني إنك تقدمله المقابل ده في وقت ما سواء كان مقابل مادي أو حسي.

المعلق:

متابع نهم لتكنولوجيا المعلومات ومنجذب لكل ما يتعلق بالتقنية، لديَّ الكثير من الأفكار التي أود مشاركتها عبر الكتابة والتدوين.

أضف تعليق